سوف أكتب عنكِ

2024/10/28

هذا الموضوع في ذكرى وفاة الموسيقار الكبير ملحم بركات بقلم طانيوس اندراوس

 



لغة الموسيقى: لغة لا يفهمها إلا المبدعون


الموسيقى هي لغة العالم، تلامس القلوب قبل العقول، وتخاطب الأحاسيس في أعماق الإنسان، بلغة لا تحتوي كلمات لكنها غنية بكل المشاعر. إنها لغة الفرح والحزن، الأمل واليأس، والحب والفراق، والتي تجسد من خلالها كل تفاصيل الحياة بلمسات عذبة وإيقاعات متناغمة.


على مر العصور، كانت الموسيقى وسيلة للتعبير عن ثقافات الشعوب وحكاياتهم، فكل نغمة وكل مقام يرتبط بتجربة إنسانية، ينقلها الفنان بصوته وآلته إلى المتلقي، ليمتزج بها بروحه ومشاعره. ولكن، رغم عالمية هذه اللغة، لا يتمكن الجميع من الغوص في عمقها واكتشاف جمالياتها الخفية؛ فهي لغة لا يفهمها إلا المبدعون، أولئك الذين يمتلكون حساسية فريدة ونظرة ثاقبة تتجاوز سطحية النغم إلى المعاني العميقة التي تتوارى خلفها.


يتميز المبدعون بقدرتهم على استشعار ترددات الموسيقى وكأنها همسات روحانية تلامس مشاعرهم الخاصة وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتأمل والتعبير. قد يسمع الجميع اللحن ذاته، ولكن المبدع هو من يجد فيه قصصاً وتفاصيل تجعل من كل تجربة موسيقية رحلة خاصة. فهو يرى في كل نغمة قصة حياة، وفي كل إيقاع نبضات قلب، ويتناغم مع الموسيقى بكيانه ليحيا كل لحظة بكل تفاصيلها.


وهكذا، فإن الموسيقى هي لغة تفردية لأصحاب الذوق الفني الرفيع والخيال الخصب. هي ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي مصدر إلهام وإبداع لا ينتهي.


طانيوس اندراوس

ليست هناك تعليقات: