كتب طانيوس اندراوس
وطني يؤلمني بسبب الحرب التي لا تزال تحفر في ذاكرته جراحاً عميقة. الحرب التي دمرت بيوتنا، وهدمت آمالنا، وسلبت منّا الأمان والاستقرار. أرى آثارها في كل زاوية، في كل وجهٍ متعب، وفي عيون الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن. الحرب جعلت من وطني ساحةً لصراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، لكنها تحمّلت العبء الأكبر.
يؤلمني أن أرى كيف خلّفت الحرب خلفها فوضى ودماراً في بنيته التحتية، وحطمت أحلام الأجيال التي نشأت على أصوات القذائف والانفجارات بدلاً من أصوات الفرح والسلام. أصبح الوطن كياناً جريحاً، يئن تحت وطأة الخلافات، التي تأكل من جسده وكيانه.
تلك الحرب لم تكن فقط معركة عسكرية، بل كانت معركة ضد الإنسانية والروح. لقد سرقت منا الكثير، وأحدثت فجوة بين أبناء الوطن، فلا يكاد يمر يوم إلا وأشعر بثقل تلك الأحداث على كاهل وطني.
لكن برغم الألم، يبقى الأمل في قلوبنا، نطمح أن يأتي اليوم الذي نرى فيه وطني يتعافى من جراحه، ويعود كما كان، وطناً ينعم بالسلام، الاستقرار، والوحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق