بقلم/ طانيوس اندراوس
في كل مرة نرى فيها الوطن ينزف، نشعر بأن الجرح أعمق مما قد نتخيل. ذلك الوطن الذي كان يومًا حضنًا لنا، أصبح اليوم ساحة للنزاعات، يتخبط في أوجاعه دون أن يجد من يداويه. الخيانة ليست فقط في طعنة تأتي من عدو، بل هي أيضًا في الصمت والتجاهل، في الغياب عن حماية ما تبقى من كرامته. الوطن اليوم في حداد، ليس فقط على ما فقده من أرواح، بل أيضًا على القيم التي تآكلت شيئًا فشيئًا.
خانته القيادات، خانته الأنظمة التي رفعت شعارات زائفة دون أن تفي بوعودها. خانته أيادي كانت من المفترض أن تمتد لتمسح دموعه، لكنها اكتفت باستغلاله لمصالحها. في مشهد مأساوي، أصبح المواطن يشعر بأنه غريب في وطنه، يكافح من أجل البقاء في أرض لم تعد تعترف به.
الأوطان لا تموت، لكنّها قد تُقتل بالخيانة والتجاهل. حين تتحول الأرض التي عشنا عليها إلى ميدان معارك بين الفساد والجهل، وحين تغيب العدالة وتختفي الأمل، حينها يكون الوطن في حداد.
قد نبكي على هذا الوطن، لكن دموعنا لن تكون كافية لإنقاذه. لن تعود الحياة إلى وطنٍ خانه الجميع إلا إذا قررنا أن نكون أوفياء له بحق، بأن نقف معًا، نداوي جراحه، ونعيد له الكرامة التي سُلبت.
همسات ومشاعر
طانيوس اندراوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق