سوف أكتب عنكِ

2024/11/29

خريطة عينيكِ بقلم الشاعر طانيوس اندراوس



حين أبحر في خريطة عينيكِ،

أجد نفسي غريبًا بين شواطئ العشق،

تُغرقني أمواج الحنين،

وتأخذني سفن الهوى إلى مدنٍ لم أعرفها.


في عينيكِ، أقرأ حكاياتٍ بلا كلمات،

تتسابق فيها المعاني،

وكأن الكون نسج أسراره بين أهدابكِ،

وحبّس الزمان أنفاسه أمام سحر النظرات.


خريطة عينيكِ ليست ككل الخرائط،

هي مدائن للدفء حين تبرد الأرواح،

وسرابٌ يعجز القلب عن اللحاق به،

لكنّه لا يتوقف عن المحاولة


دلّيني يا سيدتي،

أي طريقٍ يسلك القلب في عينيكِ؟

هل يتوه بين الدروب أم يجد الأمان؟

وهل الحب في عينيكِ بداية أم نهاية؟


خريطة عينيكِ هي قدَري،

وإن كان الفقد نصيبي،

سأبقى أبحث فيها عن وطنٍ يليق به قلبي.


الشاعر طانيوس اندراوس

2024/11/28

كوني أنا بقلم الشاعر طانيوس اندراوس

 



كوني أنا 

في لحظة الهدوء التي تسبق العاصفة،

كوني الشعاع الذي يخترق عتمة الشك،

كوني الرّوح التي تنبض رغم كلّ الإنكسارات،

وارتدي وجعي كما ترتدين عباءة النّور.

كوني أنا 

حين تنكسر الحروف في أعماق الصمت،

وحين تخنقني الكلمات العالقة بين الشفاه،

كوني أنا في صرخة الوجع

وفي همسة الحنين التي تذوب بين السطور.

لا تخافي من السقوط،

فأنا السقوط الذي يتحول إلى جناح،

وأنا الرماد الذي ينبعث منه اللهب،

وأنا الخطوة التي تسير نحو اللا معلوم بثبات.

كوني أنا،

حين يُقال إن الحياة معركة،

وحين تُغلق الأبواب،

وحين تشعرين أن الأرض تضيق عليك،

أنا الأفق الذي لا يحده خوف،

والحلم الذي لا يقتلّه انكسار.

كوني أنا...

في كل لحظة ضعف

واجعلي منها قوةً

تُشرق كالشمس بعد ليلة طويلة من البرد.



2024/11/25

سجين الذكرى بقلم الشاعر طانيوس اندراوس

 





كيف أترك قلباً كنتُ فيه الساكن والمأوى؟
وكيف أخلف وعداً كان نبضاً بيننا يهتف حباً؟
ما مضيتُ عنكِ إلا مجبراً
وما انطفأتُ في عينيكِ الا ناراً تحترق شوقاً...

يا مَن بحبكِ صار القلب سجيناً
أما علمتِ أنّ الفراق قتيلنا؟
وأنّ الوصال ظلّ لم نستظل به سوى لحظاتٍ قصيرة؟

إن هجرتُ، فليست الروح راضية
وإن خذلتُ، فكيف أنسى؟
قلبكِ سكناي،
والحبّ في عينيكِ،
وإن كنتُ بعيداً، فالقلب
ما زال يعانق ذكراكِ...


طانيوس اندراوس

2024/11/23

وطني الجريح بقلم الشاعر طانيوس اندراوس

 



وطني الجريح،

كيف أُحاور الألم الذي تغلغل فيك؟

كيف أُداوي تلك الجراح التي حفرتها الأيام على وجهك؟

أراك تمشي مثقلاً بأعباء الحروب، محاطاً بأشباح الماضي،

وأسأل نفسي: أين ذهبت أحلامك، وأين تبعثرت آمالك؟


يا وطنًا أرهقه النزيف،

هل نسيتَ كيف كنتَ منارةَ عزٍّ ومجد؟

كيف كانت أرضك تفيض حبًّا وطمأنينة؟

واليوم، صارت أشجارك تئنُّ، وأنهارك تجفُّ،

وصدى صراخ أبنائك يملأ الفضاء.


وطني،

أنا ابنك الذي يحمل حُبَّك في قلبه جرحاً نازفاً.

أكتب لك لا لأزيد أوجاعك، بل لأحمل بعضها عنك،

لأعيد رسم ملامحك التي شوهتها الحروب والفساد.


لكن، رغم الجرح العميق،

ما زلتَ أنت النبض في عروقي، والهواء في رئتي،

وما زال الأمل يلوح لي من بين أنقاضك.

سأظل أؤمن أن الشمس ستشرق من جديد،

وأنك، يا وطني الجريح،

ستنهض يوماً شامخاً، رغم كل الألم.


2024/11/09

الجنوبيون: جذورٌ في الأرض وقلوبٌ تنبض بالعطاء"




كتب طانيوس اندراوس

على أرض الجنوب التي تلامس فيها السماء تراب الوطن، تشرق الشمس بضياء مختلف، وتسقي أمطارها بكرمٍ يُشبه قلوب أهلها. الجنوبيون أبناء الأرض الطيبة، ترابها ملون بعرقهم، وأشجارها نابتة من جذورهم المتينة. تفيض جبالهم خضرة، وتنبض سهولهم بالخصوبة، كما يفيضون حنانًا وأصالة، يزرعون الخير والكرم ويقتاتون من البساطة والعطاء.

الجنوبيون، الذين نحتوا من طبيعة الأرض هويتهم، رسموا بعرق جبينهم قصص العمل والجد، ولم تفتهم السنين والعقود بل جعلتهم أعمق جذورًا وأكثر التحامًا بأرضهم. في هذه الأرض الغنية بالحب والتضحية، لا يسقط من عزيمتهم ولا ينحني لهم جبين، فكل صباحٍ هناك هو رسالة حياة وتحدٍ، يواجهون بها صعاب الزمن ويتجاوزونها بالصبر والتكاتف.

تحتفظ هذه الأرض الطيبة بكل أثرٍ تركه الجنوبيون عليها، وبكل نبضةٍ أطلقتها قلوبهم حبًا وتحديًا. هم زرعوا الزرع، وتحت الظلال تآخوا، ومع الأرض شربوا من ماء السماء فأصبحت هي الأم، وهم الأبناء الأوفياء. في كل زقاق من قراهم، وفي كل حبة رمل من حقولهم، تجد حكمة متوارثة، وأصواتاً تشبه همس الحكايات القديمة التي لا تموت، أصوات تشهد أن الجنوبيون أبداً لا ينسون جذورهم.

في هذا الجنوب، يسكن الحب وتتجلى التضحية، حيث كان أبناء الأرض الطيبة دوماً رموزاً للصمود، حراساً للأرض والعرض. انتماؤهم لا يعرف حدوداً، وسخاؤهم يمتد كأغصان أشجارهم، يعطون بلا مقابل، ويزرعون للأجيال القادمة شجرة المستقبل.