سوف أكتب عنكِ

2025/01/29

لعينيكِ بقلم الشاعر طانيوس اندراوس

 



لعينيكِ...
أُعلِّقُ نجمةً فوق جُرحِ المساء،
وأرسمُ على شفاهِ الريحِ أغنيةً
لا تُشبهُ إلّا همسَكِ العابرَ في حلمي.

لعينيكِ...
ينحني القمرُ خجلاً،
وتحترقُ المسافاتُ شوقًا،
فأختصرُ الدروبَ كلَّها
إلى ظلِّ رمشِكِ المائلِ فوقَ قلبي.

لعينيكِ...
تغفو القصائدُ على كفِّ الانتظار،
ويصبحُ العمرُ حكايةَ عشقٍ
تبدأُ حينَ تبتسمينَ،
ولا تنتهي...


طانيوس اندراوس




2025/01/15

كتاب عينيكِ بقلم الشاعر طانيوس اندراوس

 


قرأتُ في كتاب عينيكِ 

حكاياتٍ لم تُكتب على الورق، 

وأساطيرَ لم يمسسها الزمان. 

عيناكِ مرآةٌ لعالمٍ آخر، 

عالمٌ تملؤه الأحلام وتنثره الأمنيات. 

في عمقهما وجدتُ عمري، 

وسمعتُ أنفاسي تتمشى على أعتاب الحقيقة والخيال.


رأيتُ في عينيكِ وطناً لا يغيب عنه الفجر، 

وسماءً ترسمها الغيوم بلمسات من الحنين. 

فيهما وجدتُ سلامي، 

ورأيتُ وجهي كما لم أره من قبل: 

طاهراً، مشبعاً بالشوق، محاطاً بنورٍ لا يبهت.


عيناكِ ليستا مجرد نافذتين، 

بل هما مدخلٌ إلى عوالم لا تنتهي، 

وسِرٌّ دفين يأبى أن يُفكّ طلاسمه إلا بالحب. 

في كل نظرةٍ إليهما، أجدني أتوه أكثر، 

لكنني أرتاح. 

كيف لعينيكِ أن تكونا بهذا الاتساع، 

وبهذا العمق؟ 

وكيف لعيني إن التقت بهما 

أن تُغلق يوماً من جديد؟


2025/01/06

قطار العمر.. بقلم الشاعر طانيوس اندراوس



يمضي قطار العمر دون أن ينتظر أحدًا،

تتوالى المحطات، واحدة تلو الأخرى،

نقف فيها مترددين، متأملين،

نلتقي بوجوه تبتسم لنا، وأخرى تتركنا دون وداع.


كل محطة تحمل دروسًا،

بعضها يأتي بفرح يعانق الروح،

وبعضها يزرع في القلب شجنًا لا يزول.

لكن القطار لا يتوقف،

يجرفنا معه نحو المجهول.


على نوافذه، ترسم الرياح قصصنا،

بألوان الحنين والحلم،

ونرى أحلامنا الراحلة كأشجار تلوح لنا من بعيد.


في كل مقعد حكاية،

وفي كل زاوية ذكرى،

لكننا نظل متمسكين بتلك الحقائب المثقلة بالآمال،

ونتطلع إلى المحطة التالية،

علها تكون بداية جديدة،

أو نهاية منتظرة.


هكذا هو العمر،

قطار لا يعرف الرجوع،

فهل نحن مستعدون لما تبقى من الرحلة؟


طاني س اندراوس

2025/01/05

رُوحٌ تحتَ ضَوءِ القَمَر بقلم الشاعر طانيوس اندراوس




في هدأةِ الليلِ، حين يَخرُسُ ضجيجُ العالَم،

تُولدُ الكلماتُ من صَمتِ الروح،

تُضيءُ العَتمةَ كأنَّها نَجمةٌ شَرِيدة،

تَهيمُ بينَ السماءِ والأرض،

تَبحثُ عن مأوىً في قلوبٍ تُتقِنُ الإصغاء.


هنا، تحتَ ضوءِ القمرِ الخجول،

تَتراقصُ الأحلامُ على أطرافِ الشجر،

تَهمسُ للنسيمِ بقصائدَ منسية،

تُعانِقُ الأرواحَ الهائمةَ،

وكأنَّها تُعيدُ خَلقَ المعاني مِن جَديد.


يا غريبَ النّظر، هل ترى ما أرى؟

أم أنّ الليلَ قد خَبَّأَ أسرارَهُ عنكَ؟

إجلسْ هنا، ودعِ الظلَّ يَنسجُ من حولكَ عباءةَ الطمأنينة،

فلعلَّ الروحَ تَبوحُ بما عَجزَتْ عنه الحروف.


طانيوس اندراوس


2025/01/02

على حافة العمر بقلم الشاعر طانيوس اندراوس


على حافةِ العمرِ، أُراقبُ الأيّامَ تمضي بثِقلِها،

كأنّها تحملُ في حقائبِها وجَعَ السنينِ،

وجوهًا عابرةً، أصواتًا خافتةً، وأحلامًا انطفأتْ قبلَ أنْ تُولَدَ.


هناكَ، على تلكَ الحافةِ،

ألتقطُ أنفاسي بصعوبةٍ،

كأنَّني أبحثُ عنْ معنى كانَ هنا يومًا ما، 

ثمَّ تاهَ.

أمدُّ يدي للريحِ، 

علّها تحملُني إلى فُسحةٍ منَ النُّورِ،

لكنّها تعودُ خاليةً، مُثقلةً بالصمتِ.


           أحيانًا، أسمعُ صوتًا يُشبِهُ صوتَ قلبي،

           يهمسُ لي: لا تخفْ، فالحافةُ ليستْ نهايةً،

          بل بدايةً لا تراها العيونُ.


أغمضُ عيني وأتخيّلُ:

سماءً بلا حدودٍ، وأجنحةً تُحرِّرُني منْ قيودِ الأرضِ،

أعودُ طفلًا، ألهو بينَ حقولٍ منسيّةٍ،

حيثُ لا وقتَ ولا حُزنَ، 

فقطْ ضحكاتٌ تمتزجُ بنسيمِ المساءِ.


           وعلى حافةِ العمرِ،

          أتعلّمُ أنَّ الجمالَ ليسَ في الخلودِ،

          بل في كلِّ لحظةٍ نُدرِكُ فيها أنَّنا أحياءُ.


طانيوس اندراوس