على حافةِ العمرِ، أُراقبُ الأيّامَ تمضي بثِقلِها،
كأنّها تحملُ في حقائبِها وجَعَ السنينِ،
وجوهًا عابرةً، أصواتًا خافتةً، وأحلامًا انطفأتْ قبلَ أنْ تُولَدَ.
هناكَ، على تلكَ الحافةِ،
ألتقطُ أنفاسي بصعوبةٍ،
كأنَّني أبحثُ عنْ معنى كانَ هنا يومًا ما،
ثمَّ تاهَ.
أمدُّ يدي للريحِ،
علّها تحملُني إلى فُسحةٍ منَ النُّورِ،
لكنّها تعودُ خاليةً، مُثقلةً بالصمتِ.
أحيانًا، أسمعُ صوتًا يُشبِهُ صوتَ قلبي،
يهمسُ لي: لا تخفْ، فالحافةُ ليستْ نهايةً،
بل بدايةً لا تراها العيونُ.
أغمضُ عيني وأتخيّلُ:
سماءً بلا حدودٍ، وأجنحةً تُحرِّرُني منْ قيودِ الأرضِ،
أعودُ طفلًا، ألهو بينَ حقولٍ منسيّةٍ،
حيثُ لا وقتَ ولا حُزنَ،
فقطْ ضحكاتٌ تمتزجُ بنسيمِ المساءِ.
وعلى حافةِ العمرِ،
أتعلّمُ أنَّ الجمالَ ليسَ في الخلودِ،
بل في كلِّ لحظةٍ نُدرِكُ فيها أنَّنا أحياءُ.
طانيوس اندراوس